ماذا يحدث إذا اختفى القمر؟

15 نوفمبر 2023 - 9:04 ص

ربما قد يكون اختفاء القمر أمرًا غريبًا بالنسبة للعديد من الأشخاص، فمن الواضح لنا جميعًا أن أقرب جسم لكوكبنا هو القمر، ويبدو كأنه الشقيق الصغير لكوكب الأرض. لكن ماذا سيحدث إذا استيقظنا جميعًا ذات صباح لنجد ما نخشاه قد تحقق وأن القمر أصبح مفقودًا؟، سوف نقدم في هذه السطور بعض نتائج اختفاء القمر إن حدث الأمر بالفعل.

شرح قراءه الأكواد ا…شرح قراءه الأكواد الغير متوافقة مع فهرس

تأثير اختفاء القمر على حركة الأرض

سيؤثر فقدان القمر على حركة الأرض حول محورها. فسحب القمر حاليًا يزيد من طول اليوم بحوالي ملي ثانية كل قرن. على الرغم من أنه إذا توقفت هذه الزيادة غدًا، فلن تكون ملحوظة جدًا بالنسبة لنا كبشر. فلو كان القمر قد اختفى منذ زمن، فإن دوران الأرض اليوم سيكون مختلفًا تمامًا.

يحافظ القمر أيضًا على ميل الأرض بمقدار 23.5 درجة بثبات إلى حد ما. وبدون تلك اليد الثابتة ستهتز الأرض أكثر بكثير، مما يؤثر بشكل كبير على مواسم الكوكب ومناخه. وسيكون هناك تغير في ميل الأرض تدريجيًا، ولكن لن نلاحظه نحن البشر على الفور أو حتى خلال حياتنا. ولكن بالنسبة للحيوانات التي مرت بمراحل تطور على مدى ملايين السنين، فقد يكون من الصعب عليها التأقلم مع ما قد نعتبره نحن كأنه مقياس زمني طويل.

ما الآثار المتوقعة إذا اختفى القمر؟

إذا حدث يومًا ما واختفى القمر، فإن الذين يعيشون بالقرب من المحيطات سيجدون أن المد والجزر قد انخفض، لكنه ليس غائبًا تمامًا، فبينما يقوم القمر بمعظم الجاذبية التي تخلق المد والجزر لدينا، تلعب الشمس دورًا أيضًا، وسيلاحظ سكان الساحل أن حركة المد والجزر ستصبح أقل من نصف حجمها حاليًا.

في حين أننا رصدنا ولاحظنا خسوف القمر مرات عديدة، وفي حين أن السماء الخالية من القمر لن تؤثر على معظم حياتنا اليومية، نجد أن هذه الظاهرة الفلكية “طاهرة اختفاء القمر” إن تحققت ستقلب أنماط حياة العديد من الحيوانات الليلية. فلقد تطورت بعض الحيوانات على مدى ملايين السنين لتنتقل عبر ضوء القمر والنجوم.

على سبيل المثال، تستخدم السلاحف حديثة الفقس ضوء القمر لتجد طريقها إلى المحيط، وهي تكافح بما فيه الكفاية كي لا تضل طريقها بفضل مصابيح الشوارع الاصطناعية التي تغريها بالاتجاه الخاطئ.

اقرأ أيضًا: الانفجار العظيم

اختفاء القمر وفقدان ثروة كبيرة من المعلومات

سطح القمر…ملىء بثروة كبيرة من المعلومات

من نتائج اختفاء القمر أيضًا فقدان ثروة هائلة من المعلومات حول الأرض الفتية، فبفضل النشاط التكتوني (Plate Tectonics) لا توجد صخور قديمة حقًا على الأرض، لكن القمر غير النشط جيولوجيًا يعمل كمستودع للمعلومات حول ما كانت عليه الأرض والنظام الشمسي والفضاء الكونى منذ مليارات السنين، على سبيل المثال، فإن عدد الحفر على القمر تخبر العلماء أن هناك فترة من القصف الثقيل من قبل الكويكبات منذ حوالي أكثر من ثلاثة مليار سنة. والتحليل الكيميائي للصخور الموجودة على سطح القمر يخبرنا بمزيد من المعلومات عن كوكب الأرض، مثل معرفة كمية المياه التي جلبتها المذنبات والكويكبات إلى كوكبنا.

اقرأ أيضًا: أقسام علم الفلك

حقائق عن القمر

  • القمر الذي نراه هو القمر الطبيعي الوحيد للأرض. وخامس أكبر قمر في النظام الشمسي.
  • لن يساعد اختفاء القمر على استقرار تذبذب كوكب الأرض واستقرار المناخ.
  • يبعد القمر عن الأرض حوالي 240،000 ميل (ما يعادل 385،000 كيلومتر تقريبًا).
  • سطح القمر يوجد به حفر نتجت من اصطدامات المذنبات والكويكبات.
  • تم إرسال العديد من المستكشفين الآليين والمركبات الفضائية إلى القمر من أكثر من ست دول منذ بداية عصر الفضاء في أواخر القرن الماضي.
  • بالإضافة إلى ذلك قامت تسع بعثات مأهولة بالذهاب إلى القمر والعودة.
  • سافر 24 شخصًا من الأرض إلى القمر. ومشى اثنا عشر على سطحه، وزار آخر إنسان سطح القمر عام 1972.

ختامًا، يتبين لنا أن اختفاء القمر سيكون له تأثيرات كبيرة علينا نحن كبشر، وعلى جميع الكائنات الحية، بل على كوكب الأرض بأكمله. فسبحان من خلق هذا الكون بتقدير وتنظيم دقيق، وسبحانه القائل: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.