العناقيد المجرية

15 نوفمبر 2023 - 1:23 م

العناقيد المجرية، تنوعت البحوث الفلكية، وتعددت على مر الأزمنة، فمنها من كان مثبتاً ومنها ما حاول العلماء إثباته بالاكتشاف والعمل الجاد. لطالما كان الفضاء الخارجي شيفرةً مفقودةً يحاول الجميع فكها، إلى أن تمكن بعض العلماء من الوصول إليه، فكانت آخر المستجدات الفلكية والاكتشافات الفضائية العناقيد المجريه. فما هو مفهوم العناقيد المجرية؟ وكيف تشكلت؟ وكيف دُرِسَتْ حركة العناقيد المجرية؟

تسجيل جين رانك باست…تسجيل جين رانك باستخدام رابط دعوة

مفهوم العناقيد المجرية؟

هي تركيبٌ في مجال علم الفلك يطلق على ما هو أكبر بكثيرٍ من التجمعات المجرية. ولقد تكونت هذه العناقيد من تزاحمٍ وتداخلٍ بين قوى الجاذبية المشكلة للمجرات. ليلاحظ العلماء ذلك. جامعين سبب ارتباطها الشديد مع بعضها البعض ألا وهو  تسارع الجاذبية، فقد صنعوا الكثير من الأبحاث عنها، مستخدمين بذلك الأشعة السينية.

أثبتت هذه الأشعة وجود كمياتٍ كبيرةٍ من الغاز المشع بين كل المجرات الكونية. مما يصل إشعاعه إلى ملايين الدرجات المئوية. لذلك كانت كتلة الغاز في حركة العناقيد الكونية أكبر بكثير من كتلة الغاز الموجود في المجرة. ومن هذا استخدم العلماء  تقنياتٍ حديثةٍ في تحديد عناقيد المجرات ومنها المسح الفضائي.

حركة العناقيد المجرية

لقد حاول العلماء رصد حركة العناقيد المجرية معتمدين بذلك على تيلسكوباتهم. وذهب بعضهم الآخر في قياس الحركة ليعتمد على قوى الجاذبية والتنافر بين المادة المظلمة، وهذه العناقيد المجرية.

ذهب آخرون إلى حساب لوغارتيمية الحركة، إذ يعتبر إلى الآن الخط الذي تسير به العناقيد المجرية مجهولاً إلى أن تظهر دراسات حديثة توضح حركتها في مجال علم الفلك .

بعض أنواع العناقيد المجرية

 عنقود هركليز المجري

‏ يتكون هذا العنقود من مئتي مجرةٍ، تبعد عن الأرض قرابة 500 مليون سنةٍ ضوئيةٍ، فقد وجد العلماء أنه  يحتوي على غازاتٍ وغبارٍ  مليء بالمجرات الحلزونية. إذ حاولوا رصد العديد من التفاعلات، والاندماجات بين أزواج المجرات، إذ أدى لوجود نقطة ضعف وحيدة فيه هي مركزه، حيث كان ذلك من قلة عدد المجرات فيه.

لم يقف العلماء عند تلك المحاولات لرؤيته، فقد كانت عديمة النفع. فقد تمكن الباحثون من استخدام تيلسكوباتٍ لا تقل قيمتها عن12، لاحتوائه على ثقبٍ أسودٍ تلبغ كتلته مئةً وتسعةً كتلةً شمسيةً، والعديد من الغازات.

عنقود هركليز

 عنقود العنقاء من العناقيد المجرية

تتألف العنقاء( phoenix cluster) من مجموعه من المجرات التي تبعد ستة مليارات سنه ضوئية تقريبًا عن مجرتنا درب التبانة (Milky Way). وقد تم رصد هذا العنقود من قبل العلماء عندما استخدموا مرصد القطب الجنوبي، مستفيدين من انبعاث الأشعة السينية بسبب الثقب الأسود الهائل فيه الذي يبلغ عشرون مليار كلتة شمسية.

تشير الإحصائيات إلى أن مركز العنقود يحتوي على مجرة مركزية تنتج نحو 740 نجم سنويا مقارنة مع مجرتنا فهي تعطي 3 نجوم سنويا في هذا الفضاء الكوني.

 عنقود إيردنوس من العناقيد المجرية

يطلق عليه اسم عنقود النهر (cluster of river) يقع في نقطةٍ تبعد عن الأرض 85 مليون سنةٍ ضوئيةٍ تقريباً. وقد تشكل من اتحاد سبعين مجرةً لامعةً تشغل في السماء حيزاً يقدر بنحو 10درجةٍ. بالإضافة إلى أن اتحاد مجموعة النهر مع مجرات الكور، ودورادو، وبعض التجمعات الصغيرة الذي يؤدي إلى تشكيل عنقودٍ هائلٍ من المجرات يسمى (عنقود مجرات النهر العظيم).

تشير  قياسات الرصد إلى أن عنقود مجرات النهر العظيمِ لا يزال في دور التكوين، ولقد تمت مشاهدته في المنطقة السماوية بين كوكبة النهر، وكوكبة الكور. جاعلاً الباحثين يفتشون حول تكوينه، ونشأته. كما أن هذه العناقيد تأتي ثالثةً من حيث الحجم بعد العذراء، ومجرات الكور الحاوية على غاز الأوكسجين. في حين تخلو منه باقي المجموعات.

 العنقود المجري فيلا

من أكبر عناقيد المجرية حجماً. تم توثيق اكتشافه من قبل مجموعةٍ من العلماء في الكيب تاون. إذ تمت تسميته باسم (فيلا ) نسبةً إلى الكوكبة النجمية التي وجد فيها. اعتبر هذا التجمع من أكثر الأجرام الفضائية ضخامةً ضمن كوننا  الذي نعرفه اليوم، حيث يضم ما يتراوح بين (1000-10000)تريليون نجم، وهذا ماورد في كتب علم الفلك أيضا.

اقرأ أيضا : أهم الظواهر الفلكية

رغم كل ما توصلت إليه الأبحاث بالقدرات العلمية العالية حول العناقيد المجرية، مازالت الصعوبة، والإعجاز يقف أمام اكتشاف الفضاء حيث أن الكون يقف سداً منيعاً في وجه العلماء و كل المحاولات للاختراقه واكتشاف أسراره.